404
نعتذر ’ لا نستطيع إيجاد الصفحة المطلوبة

ظاهرة الدين الاوكسجيني

ماهو العجز الاوكسجيني وظاهرة الدين الاوكسجيني وآلية حدوثها
عندما تتعرض اجهزة الجسم الى مثيرات خارجية فانها تتاثر بطبيعة هذه المثيرات من حيث درجة صعوبتها وزمن دوامها , واثناء الجهد البدني والعمل العضلي يحدث استهلاك لمخزون الطاقة في العضلات من ATP ,CP ,الكربوهيدرات (كلايكوجين العضلات والكبد)وكلوكوز الدم وكذلك الشحوم ثم تحدث عملية استعادتها بعد الجهد وخلال العمل الاوكسجيني ,ويستثنى من ذلك الشحوم التي لايمكن استعادتها , وعندما يكون مستوى العمل بشدة معتدلة فان معدل استهلاك الاوكسجين يزداد بالتدريج حتى يصل مرحلة تسمى مرحلة الاستقرار وهي ( مرحلة يتساوى فيها معدل استهلاك الاوكسجين مع معدل الاستخدام من قبل العضلات العاملة ) وبالتالي فان نقص الاوكسجين يتقلص شيئا فشيئا" اما في حال اداء عمل مرتفع الشدة يتخطى حدود العتبة الفارقة اللاهوائية نرى ان معدل استهلاك الاوكسجين يزداد بالتدريج حتى يصل الى مرحلة التعب دون وجود لحالة الاستقرار بمعدل استهلاك الاوكسجين اما بعد التوقف عن اداء الجهد البدني نلاحظ ان معدل الاوكسجين لايعود الى الشكل الطبيعي (قبل اداء المجهود ) بل يحتاج الى مدة زمنية تطول او تقصر حسب الامكانات التكيفية لاجهزة جسم الرياضي وشدة المجهود البدني ومستوى اللياقة البدنية له ,ان مجموع حجم استهلاك الاوكسجين اثناء فترة الاسترداد من الجهد البدني الذي يزيد على معدل استهلاكه في الراحة (الفرق بينهما ) يسمى بالدين الاوكسجيني الذي يمثل الفرق بين حاجة الجهد البدني من الاوكسجين وامكانية الجسم في توفيره , ان النقص الذي يحدث في قدرة توفير الاوكسجين في بداية الجهد البدني يسمى بالعجز الاوكسجيني اما الدين الاوكسجيني فهو يمثل معدل استهلاك الاوكسجين بعد انتهاء الجهد اي اثناء فترة الاسترداد وكلما كان الجهد البدني عنيفا وشديدا" كان كل من العجز الاوكسجيني والدين الاوكسجيني مرتفعا" جدا .

ومن الاسباب التي تؤدي الى حدوث الدين الاوكسجيني ..

1- استخدام بعض الاوكسجين الزائد عن مستوى الراحة في توفير طاقة لتعويض مستوى فوسفات الكرياتين الذي تم استخدامه في فترة العجز. 
2- استخدام جزء من الاوكسجين الزائد عن مستوى الراحة في توفير طاقة لتحويل جزء من حامض اللاكتيك الى جليوكوجين في الكبد حيث ان تراكم حامض اللاكتيك في الدم نتيجة لاستخدام التحلل اللاهوائي للكلكوز والجليوكوجين في فترة العجز الاوكسجيني.
3- استخدام جزء من الاوكسجين الزائد عن مستوى الراحة في فترة الاسترداد لتعويض المخزون من الاوكسجين الذي تم استخدامه في فترة العجز الاوكسجيني
كل هذه العوامل التي تؤدي الى زيادة معدل استهلاك الاوكسجين في فترة الاستعادة فوق مستوى الراحة كانت مصادر ادت دور المشاركة في تغطية العجز الاوكسجيني الا ان نتائج البحوث العلمية اثبتت ان مقدار الاوكسجين الزائد عن استهلاك فترة الراحة وفي فترة الاسترداد والاستعادة اكبر حجما" من الاوكسجين المطلوب لتوفير طاقة لتلك العوامل التي شاركت في سد العجز الاوكسجيني ولقد اتضح فيما بعد ان الاستهلاك الزائد من الاوكسجين في فترة الاسترداد ليس كله في الواقع لتعويض الطاقة التي قامت بسد العجز فقط بل قسما" منه لاجل اعادة التوازن الفسيولوجي للجسم نتيجة الجهد البدني المبذول والدليل ان الدين الاوكسجيني يزداد بزيادة الجهد البدني وهنا يبرز تساؤل هو ماطبيعة نلك العوامل التي تجعل استهلاك الاوكسجين في فترة الاسترداد مرتفعا" بشكل اكبر من حاجة التعويض للعناصر المشاركة في سد العجز الاوكسجيني نقول انه بعد الجهد البدني لاتعود الوظائف الفسيولوجية الى مستواها الطبيعي قبل الجهد بشكل مباشرمما يتطلب استهلاكا للاوكسجين اعلى من مستوى الراحة وهذا يدل على وجود اسباب منها ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب شدة العمل البدني يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية مما يسبب ارتفاعا في مستوى عمليات الايض الغذائي في الجسم وهذا يتطلب زيادة في استهلاك الاوكسجين خلال فترة الاسترداد كذلك ارتفاع معدل ضربات القلب والناتج القلبي وهذا يعني عدم العودة الى المستوى الطبيعي بعد التوقف مباشرة كذلك التنفس والتهوية الرئوية كما ان عملية اعادة التوازن لايونات الكالسيوم والصوديوم بعد القيام بالجهد العنيف تحتاج الى طاقة يتم توفيرها عن طريق الاوكسجين والذي يجعل مستواه يزيد عن مستوى الراحة خلال فترة الاستعادة .

ولتوضيح الية حدوث الدين الاوكسجيني ودوره في اعادة الاستشفاء فان الرياضي او المتدرب بعد قيامه بالمجهود وتعرضه لحالة التعب يعني حاجته الى الاوكسجين وان كمية الاوكسجين التي يحتاجها بعد حصول حالة التعب هي اضعاف حاجته الطبيعية لان الاوكسجين المستهلك فوق طاقة التحمل وبعد الراحة يسمى بالدين الاوكسجيني مما يتطلب الايفاء به والعودة الى الحالة الطبيعية وللدين الاوكسجيني مكونات مهمة هي :

المكون الاول يسمى الاكتسيد ( الغير اللاكتيكي ) وهو المكون الحامضي الذي يتجمع فيه مكونات كيميائية سريعة التعويض وتساهم في القسم الاكبر من عملية استعادة الشفاء .
المكون الثاني يسمى لاكتسيد (اللاكتيكي)وهو المكون الذي يحوي مكونات كيميائية بطيئة التعويض وتساهم في القسم النهائي من عملية استعادة الشفاء .
ان استهلاك الاوكسجين خلال المكون الاول (الغير اللاكتيكي) من الدين الاوكسجيني يعمل على تحفيز مركب ATP ,CP في العضلة مباشرة بينما في المكون الثاني (اللاكتيكي ) تجري العملية بثلاث اتجاهات

الاتجاه الاول : تحول كمية 10% من حامض اللاكتيك المنتج خلال العمل ( الجهد) الى كلوكوز في الكبد ثم يتم اعادته الى الدم على شكل كلوكوز الدم .
الاتجاه الثاني : تحول كمية ما يقارب 3/4 ثلاثة ارباع حامض اللاكتيك بطريقة كريبس (دورة كريبس) والنقل الالكتروني اذ يتم انتاج العناصر التالية H2o, co2 ,atp .
الاتجاه الثالث : التعويض هنا هو بقاء نسبة من البروتين الحامضي غير المتجمع .
من خصائص اللاكتسيد ( الغير اللاكتيكي ) انه يوجد بمستويات مختلفة وليست بذات اهمية وهذا يفسر الجزء الاسرع للاستعادة عكس المكون اللاكتيكي فانه يمثل ارتفاع مناسب في لاكتات الدم .

مقال: د. فاضل دحام
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2024 ل istaps
Made with by rached marouani